Saturday, January 12, 2013

!



لا أعلم إن كان من الممكن إسقاط مقولة "اتقِ شر الحليم إذا غضب" على الله أم لا.. لكن دون أن نأخذ الأمور بحساسية كبيـرة، فهي ملائمة بشدة..
الاختلاف أن الانسان الحليم شرّه بأسباب، ولكن ما يكتبه الله لك من شرِ ففي الأغلب لا يُطلِعَك على أسبابه وله في ذلك حكمة.
__
ركب أمامي في المترو زوجان تخطوا الثلاثين من العمر، ولكن الزمن خطّ فيهما أكثر من ذلك بعشرون عاماً على الأقل.. يردد الزوج عبارات السخط على قدره وما آل إليه أمره،، يسأل الله بحنق لماذا فعل به ذلك؟ يستغفر ثم يعيد السؤال مرة أخرى بضعفٍ وذل.
تربت الزوجة عليه، تمسح على شعره في خجل من أعين الناس، تطلب منه أن ينظر إليها ويكف عن الكلام مع الله، تمسك يده وتشد عليها فيتركها سريعاً دون أن يلتفت..
تضع رأسها على حافة النافذة وتبكي.
__
الإنسان الحليم لتتـقي شرّه فهناك العديد من الاختيارات المطروحة أمامك، ولكن سيظل الاختيار الأصعب هو ايقاف ثورته،، فهو إذا غضب سقطت عنه الصفة ولم يعد بعد حليماً.. أما الله فغير ذلك، يغضب ويظل بحكمته "الحليم".
لذا فمن المنطق أنك إن أردت أن تمنـع عنك الشر الذي ترى أن الله سلّطه عليك، وتـُوقف غضبه من السماء وتمنعه في الحال وهو آتٍ إليك، وأن تمحي بيديك ما كتبه الله لك في قدرك من أذى سيلحق بك، فالاختيار هنا واحد.. وهو أن تطلب من الله باسمه الحليم أن يتراجع! وأن الذي كتبه في لوحك أن يُمحـى.. والآن!
__
بعد صمت طويل بعض الشئ بين الزوجين.. يضع الرجل يده حول زوجته لتريح رأسها في صدره.. يدمعان.. فتقول: "ماتقلقش، كله ف إيد ربنا".. يرد: "الدكتور قال كلها أسابيع، شهر بالكتير... أنا مش عايز أفكر في نفسي وازاي هعيش من غيرك، أنا بس عايز أعرف انتي ليه هتموتي،، ليه إنتي تموتي، ليه؟"
__
يقسو الله وهو غاضب، وحين يحب يرسل ابتلاءاته بما لا طاقة لنا به.
__
تستمر الزوجة في مواساة زوجها،، وهو يردد بلا توقف: "انا مش عايزها تموت يارب،، انا مش عايزها تموت يارب"..
أربت على كتف المرأة بارتباك وأذكر لهم الاختيار الأوحد "لا يـرد القدر إلا الدعاء".
الله يتراجع! ففي الغضب والابتلاء يقسو البشر دون توقف، ولكن الله –باسمه الحليم- يتراجع!
هكذا يقول الحديث الذي بحثت جيداً في صحته.

الله يتراجع..
الله يتراجع..

يارب.

Sunday, August 5, 2012

رسائلي يقرؤها الله

أحب التحدث مع الله.. أرسل له الرسائل بشكل دوري، بعضها شفوي وأغلبها مكتوب، لا أحب تمرير موقف مهم دون أن أرسل له وجهة نظري فيه، رغم علمي أنه متطلع عليها كما على كل شئ، لكنّي أحب تدوين ذلك مع بعض طلباتي منه واستفساراتي عن بعض الأشياء، وأن أحكي له ما أمر به تحت سمعه وبصره.. حبـاً في الرغي فقط.. فالرغي مع الله مريح

أتخـيّـل أني سأحشر برسائلي هذه يوم القيامة، ولكن رهبة الموقف ستلهيني عن الالتفات عن هذا الكم من الورق الذي أحمله، وعندما يحين وقت حسابي، سأراها وسيعرضها عليّ الله
وهو يقول: - أتتذكرين يا مرام؟؟
ابتـسم حين ينطق إسمي، وأشعـر بتفاهتي، سأتذكر أني في بعض الرسائـل كنت أحتد عليه، وفي بعضها كنت أحدثه كصديق، وأن كثيراً قالوا لي: تأدبي في خطابك مع الله، كدة حرام !.. ستشغلنـي الأفكار وتربكني
وقد أفاجأ بـ الله يقول: - أحببـت بعضاً منـها كثيـراً،، مثل
 !!فـتدمع عينـي وأنتـفض من جلال الموقف.. الله سـيقرأ كلماتـي! يالهوي ياني
ها هي ورقة قطّـعتها من كراسة طويلة، ينظر فيها الله لثوانِِ مبتسماً قبل قراءتِـها، ثم يبدأ: "عزيزي الله،، علياء صديقتي أم جديدة، تشتـكي أن الملائكة المحيطين برضيعتها مشغولون دائماً بإضحاك الطفلة وهي نائمة، ولكن لا يهشّون عنها الناموس"
أضحك من سذاجتي وأنظر في الأرض خجلاً
- الملائكة لا يخطئون يا مرام
- !حاضر يارب.. لا يخطئون ولا يهشّون

يفتح رسالة أخرى مكتوبة على مساحة فارغة من ورقة جريدة: "شايف الصورة؟؟ الولد اتشـد من رجليه واتحط في الزبالة.. الزبالة يارب.. اللي بنقفل مناخيرنا واحنا معديين جنبها، هو بأه نايم ف وسطيها دلوقتي.. إنت خليت مامته تتفرج على المنظر ده في التليفزيون؟؟ إكرام الميـت بأه رميه في الزبالة يارب.. مش كفاية كدة وتقوم القيامة بأه؟"
سأتحدث كثيراً مع الله عن أحداث الثورة، وعن المرة الأولى التي شممت فيها رائحة الرصاص، وسأطلب منـه أن أقابل عسكري الأمن المركزي الذي ضربني بالعصا على رأسي لأستفهم منه ماذا كانوا يملأون رأسه هو وزملاؤه عنـّا ليكونوا معنا بهذا العنف، سأشتكي له من الإخوان المسلمين الذين تربيت معهم ثم باعونا بدمٍ بارد في موقعة محمد محمود وما تلاها.. سأنهي كلامي عن أحداث الثورة مع الله بعد ثلاثة أيام

ثم سيقـرأ عليّ الله رسالةً أخرى كتبتـها له بخطٍ عريض: "أعلم أنك غاضبٌ منـي هذه الأيام، ولكن أنا أيضاً غاضبـةٌ منك"
سأصمت لثوانِ ولا أعرف ماذا أقول، وسأوضح موقفـي في توتر بالغ،، سيختنق صوتي رغم محاولاتي أن يظل ثابتاً: يارب أنت لا تظهر الحق إلا متأخراً،، وهناك حقوق أخرتها إلى يومنا هذا وعلـى غرار ذلك خسرنا الكثيـر،، أغضب منك أيضاً لأني قد أتفهم أن تتركنـا نتألم لنتعلـم، ولكن ماذا سأتعلم حينما تسلب من جدتي الإرادة من أن تفعل أي وكل شئ، فنحن من نطعمها ونسقيها وندخلها الحمّام ونحمّيها، إنها لا تعرف من نحن وأين هي وماذا تفعل أو ماذا نفعل نحن بها،، لا تستطيع التعبيـر سوى عن ألمها بمجهول تعيشه ببعض الأنـّات والتأهوّات المسائية التي نغضب حين نسمعها لأننا نريد النوم في هدوء
لا أعترض.. فقط أغضب من أشياء كهذه لأيام، ثم أرتجع واقول لك في ذلك حكمة سأعلمها يومًا ما أو سأسألك عنها اليوم فتقنعني إجابتك
لن يصمت الله بعد حديثي هذا،، سيتكلم معي كثيراً،، وأعتقد أن الله مقنع،، سيقـنعنـي، أنا متأكدة من ذلك

- عفواً يا مرام.
- على إيه يارب
- تقولين لي في رسالة على ظهر ورقة امتحان: "شكراً يارب انك وقّفت بطّارية ساعتي الجديدة عشان ما اخدش بالي من الوقت إلا لما أقرا فقرة كل الدكاترة قالوا مش هتيجي في الامتحان وجات،، طب والله شكراً يارب"
أكن سعيداً حين تلاحظين تلك التفاصيل البسيطة يا مرام
- سعيد فعلاً؟
- نعم
- طب يارب دايماً

ستتـوالي الرسائل وسيطول حديثي الممتع مع اللـه،، سأخبـره أني أحببـته أكثر الآن،، وأنه ينطق اسمي بطريـقة رائعة.. سيعطيـني الرسالة الأخيـرة لأقرأها أنا

سأفتحها وأقـرأ: "عزيزي الله،، أنا صوتي حلو.. ممكـن أغنيـلك؟"
سأضحك بشدة،، فيقول لي الله: آه، غنـّيلي يا مرام

Thursday, June 21, 2012

سِـتــّـو

.لم تلعب في حياتـنا دور الجدة التي تحكي لنا الحواديت قبل النوم، وتعطينا الحـلوى والنقود في كل زيـارة
ولكن في وجودها كنا نعيش أجواء أكشن وساسبيـنس من نوع خاص، حياتنا كانت لعبة "عسكر وحراميـة"، تـُـقسم أحفادها إلى فريق في صفها وفريق شرير، وكانت تـُـــبَـدّل أعضاء الفريقين باستمرار، فقد أكون اليوم في الفريق الطيب، وغداً يصبح لقبي "رئيسة العصابة"، ولـم نعرف طوال سنوات ما هي المعايـير أو التصرفات التي تقسمنا من خلالها

في الجمعة العائلية تحدث العديد من المغامرات ونعيش جو أفلام المخابرات والجريمة الكافية لإضحاكنا طوال الأسبوع

تعلـن ستو في المنزل أن مفاتيح الدولاب ضاعت، فـتـشترك أفراد العائلة كلها في البحث، تـُلقي نظراتها الحادة على الفريق الشرير، تـُصيح وتـَـغـضـب وتستنـكر، تِخبـّط وترزّع وتدبدِب، ولا تستجيب لمحاولات الانكار والحلفان بإننا والله ما عملنا حاجة، ثم نكـتشـف مؤخراً بأنها هي من خبأتها
نصمت قليلاً،، ثم نضحــك

وبعد فترة اعتدنا اللعبة،، وأصبحنا ننـتـظر الإعلان عن ضياع شئ جديد،، تتجول في المنزل تهز رأسها يمينًا ويسارًا تردد "لو اعرف بتعملوا معايا كدة ليه"، تـِقفِـشنا نضحك خلسةً فـَـتُـخفـِـض رأسها وترفع عينيها الضيقتين وتهدد "بت انتي، هقرصك من لباليـبـك"،، نحاول التهريج معها وتقبيلها بالعافيـة، فتـخبرنـا أن "أعز الولد ، ولد الولد

ستو.. لها ابتسـامة مشـرقة.. ضحكة عذبة.. خدودها مغرية للقرص والبوس.. وطقم أسنانها المصفوف ناصع البياض يجعـلها تبدو أصغر سنًا.. لها تعليقات عفوية تضحكنا بشدة.. وأصف تكشيرتها بأنها قادرة على تجميع ملامحها كلها من الحواجب للفم في منتصف وجهها

حين يُعاكِسها جدو في وجودنا، تـُـصبـح كالمراهقة الصغيـرة، تضحك بخجل وتَـرُد معاكسته بـ "ايه يا راجل انت"، يُـقبـّــلها في رأسها فتقول "ربنا يخليك ليّا يا حاج" ويبادلها "ويخليكي ليا يا حاجّة".. تظل بعدها لدقائق صامتة بوجه صافي مبتسم مكسوف

ستو.. جلبابها قطني قصيـر وتربط رأسها دائمًا بمنديل أبيـض، تجلس على "الشَلـتة" أمام البلاكونة بعد صلاة المغرب، تتابع المسلسلات العربي بنهم شديد، نسألها ترجمة أغاني منيـر النوبية ولا تفيدنا إلا نادرًا "يا ستو حاولي تفتكري" فتؤكد أن للنوبة لغات  متعددة وبلد منير غير بلدهم، وإذا سَمِعَت أغنية نوبي بالصدفة في التليفزيون ترقص بخفـة وهي تضحك

ستو مرضت فجأة.. لزمـت الفراش.. نذهب أيام الجمع ولا نجد أي أكشن.. نشاكسها ولا تستجب.. نسألها عن ضياع المفاتيح والإيشاربات اللي جاتلها م اليابان.. ولا ترد

جدو لا يـجد ضحكتها على مائدة الطعام،، ويفتـقد "المناكفة والمعاكسة" معها،، يقضي الساعات ينظر لها وهي نائمة جانبه على السرير، وهي لا تشعر بوجوده تمامًا، يـُـقبـّـل يدها وينام بعينان دامعتان

ستو ماتت
ستو ماتت،، واحتضنها جـدو وهو يبكـي ويـردد: "مش قـولنا هنمشي سوا.... نسيتي؟ مش قولنا هنمشي سوا...؟؟؟ هجيلك قريّب
!
ستو ماتت في صمت غريب
ستو ماتت النهاردة
.
ـــــــــــــــــــــــ

1- شكرا لكل اللي اتصلوا او بعتوا رسالة أو جـُـولي البيت
2-  عبيـر: فـَـرَق معايا وجودك جداً
حسام: فعلاً آسفة، انت سندي 
ضحى: شكراً ع الحضن، والـ معلش
أحمد يحيى: كنت الضحكة الوحيدة في اليوم.. شكراً
زوزو وآية : آي لاف يو

Tuesday, June 5, 2012

لـفـيروز طقسٌ آخــر



لـفيـروز طقسٌ آخر.. ...
غــير سماعها في صباحـِـك الباكر، أو في ليل شتوي قارس وانتـي "متكلفتة" في أكثر من بطانية تشربـيــن النسكافيه الساخن
طقـس أفضل من سماعها في مركب شراعي يتجول بك في نيل القاهرة وقت الغروب، أو مع انتعاشك بزخات المطر على رأسك واستنشاقـك لرائحته

!صدقيــني هناك طقـساً أفضـل



!(كِـتـفـُـه)

!اه والمصحف


كـتـفـه.. سيصلك منـه رائحـته الممزوجة بعطره ودخان سيجاره، اسـندي عليه رأسك دون تردد، ستسري قـشـعرة خفيفــة تـبتسـمي لها في هدوء، ويشعـر جسدك أن لـه أب روحي متمــثل فيـه هو فقط
اغمضي عينــيكِ واتركي لصوت فيـروز مهمـة اقتحام كلاكيـعك القديـمة وكسـر حواجز اعتـقــدتي أنها ستـظل جامدة للأبد

ستـشــهدي لحظة اضطراب وانزواء "حزنك ومرارتـك" التي تـشتكـي منهما منذ الصباح، وذلك حين تـفســح فيروز الطريــق لصوته يــدنــدن معها.. وستبــتسمي مرةً أخرى مع سريان قشعرة جديدة بعد أن يمسك يدك اليمــنى ويـحتويـها جيداً

..سيرتفع صوت الدندنة قليلاً ويرتقي للغنـاء
..دويتو لن يعرف أحد على الكوكب مدى قدسيتـه غيرك
"حين يـشدو البيانو بلحن صغير الرحبانيـة وينطلق صوتـ(ـه) مع فيروز،، يغنيان لـك وحدك.. "الله كبيــر 

Sunday, May 6, 2012

...لم أكن أقصد



دائمًا كنت أقول لصديقاتـي أني يومـاً ما سأعيش حدوتة تبدأ من أول "منـاقشة" ،، سأتحدث مع رجل لدقائق أو لساعات،، وتحدث كيمــيا متبـادلة بشكل سريع وغير منطقـي..
سأذهب للمنـزل وأستعيد تفاصيـله، وسأتمنــى رؤيتـه مرة أخرى لنكمل تلك المناقشة الهامة التي لـم تكـن على أي شئ.
***
"كل ما الحكي يبان.. لو كيف ما كان.. بتصير انسان.. طالب سلام"

كانت منـاقشـة عمـل تـفرقت لموضوعات فرعية..
نصف ساعة دسمة انتهت سريعاً..
لم أكن أقصد أن أتغيـر من الفتاة الرخمة دائماً في مقابلات العمل إلى فـتاة تتحدث بمثل هذه البساطة والسهولة، وخاصة مع شخص لم أكن أرغب في مقابلته من الأصل!
لم أشكره على كوب عصير الفراولة، ولا عن استماعه لرغيي المفرط،،
ولم يكـن هناك وقتاً كافياً لمعرفة أي شئ شخصي عنه، أو عني..
فـقط قلت: باترعب من القطط..
وقال هو: هشوفك تاني.

رأيتــه..
ولـم أكن أقصد!
***
"كل ما الحكي يطول أكتر.. بتقول، بتصير معقول"

لم نكن على اتفاق للذهاب لهذا الـ(مكان) الذي قضينـا فيه ساعة هادئـة محملة بسلام لـم أشعر به منذ فترة..
لم أخطو أي خطوة تجاهه بدلع أو ميوعة أو حتى استظراف، لم أبذل أي مجهود ليراني بشكل مختلف،، ولم أكن أريد،، أو ببساطة.. لم أكن أقصد.

قد لا تكون مجرد خاطرة تلك التي طرأت عـلى ذهني وهو جالساً أمامي في سيارة الأجرة ذاهبيـن إلى الـ(مكان)، أنظر للدنيـا من فوق كتفه الأيمـن وأشعر بـه يقودني إليها، أسترق النـظر إلـى ملامحه التي لـم أستطع قرائتها عبر المرآة الجانبيـة.

هي إشارة..
أرسلها لي مركز من مراكز الحواس الاستشعارية عند الانسان التـي لم يكـتـشفها التطور العلمي بعد..
"سأحبـه يوماً ما ،، وسيـبادلنـي المشاعـر"

ولأنها لم تكن مجرد خاطرة، أردت استكمالها بجملة  " ولكن.. لن نعترف بذلك"
وهذا قد يوضح لكم أكثـر، أني بالفعل.. لم أكن أقصد.
***
"كل ما الحكي يزيد.. ويـصير يزيـد.. ببـقى معـك!"

لم أكن أقصد الذهاب للمنزل وأنا حاملة معي ابتسامته التي ابتسمـها ونحن نقف على كوبـري المشـاه نشاهد الـ(مكان) من نقطة أعلى، كنت أناقشه في بعض النقاط السياسية، وبعد أن انتهيت من سرد وجهة نظري الفذة..
نظر لي وابتسم.
ورغم بساطـة النظرة شعرت بعمقها، والابتسامة رغم رقـتها كانت تحمـل في طياتها شيئ ٌ مـا..

لم أقصد أن تظل مخزنة في عقلي إلى الآن..
وحين يضيـّق عليّ أصدقائي بكلماتهم القاسية عن رفضهـم للعلاقة التي لم تبدأ بعد، تظهر.. تربت ، تطـمئـن ، تذهب،،
وبدون استدعاء.. تأتي!
***

"ما تفكر بدي إنشا ومسوده.. كل اللي بدي.. صدق الكلام"

- تتجوزيني؟

***

لـم تـكن تلك الخطوة ضمن تنبـؤاتي، لم أخطو لها خطوة ولم أبذل لها أي مجهود، لم أرسل لها أي إشارة لتقترب وتأتي محملة بتلك الأعباء المجتمعية الصارمة التي حلت بي منذ هذه اللحظة، لم تكـن إلا حيلة رقيقة من حيل القدر لا أعلم إلى أين ستـقود.

أؤمن بمدى اختلافاتنا القوية كإيماني بالتوافق والسلاسة الموجودة بينـنا من حيث لا ندري..

أؤمن أن للـه صلاة استخارة، وللمجتمع صورة يجب احترامها، وللصداقة صلة لا يمكن قطعها، وللقلب رِقة ودَقة وقوة في فرض ما يرفضه الغير.

لذلك.. سآخذ ملاحظاتكم عين الاعتبار،، سأقـدّر كل من خاف عليّ بصدق،، وكل من حذر وأنذر من عبثيـة قراري إن كان بالإيجاب.

سأصمــت!

فـليس لدي رهان منطقي أتكئ عليه لـيساعدني على هذه المجازفة وشرح احتمالية الفوز فيها، ليس لدي سوى بعض الإشارات التي قد ترونها حالمة بعض الشئ، وعلامات وتعبيـرات وتفاصيل لن تكون منطقية إلا لي،، ليس لدي إلا أعذارًا أقدمها لمن حولي ممن يرفضون فهم مشاعـر حاولت تقييدها وانفرطت رغماً عنـي.

ليس لدي ما أقوله سوى أني.. وبالفعل... لم أكن أقصد.

ثم تأتي فيروز في الخلفيـة تغني لي وحدي "وقلبي دليل،، كل الدليــل"

*****

جمل ما بين القوسين.. لأغنية "كل ما الحكي" لفيروز

Tuesday, April 24, 2012

حتـى لا ينالوا من فسقي جانبـاً

أنا مرام ذات العيار الفالت في البيت الاخواني الرشيد، ضحكتي عالية وأشتم بقباحة حين أغضب، أعشق السينما والمسرح، وأقرأ لكتـّاب علمانيين روايات بها مشاهد مخلة بالآداب
ضللت طريقي وأصبح مشــروعي المستقـبلي كورال أطفال استعراضي، سأعَلِم الأطفال الغناء والرقص يوماً ما.. فخذوا حذركم من أطفالكم الذين يتعلقون بي سريعاً ويحبون الجلوس معي اكثر منكم، وابعدوهم عني حتى لا ينالوا من الفسق جانب
..
محمود عاطف هو صديقي الأنتيم في سنوات المدرسة، كان لي أصدقاء كثـر ولكنه كان أفضلهم، في تانية اعدادي بكيت عند تعرضه لحادث فأعطتني أمي نقود لأشتري له هديه وأذهب لزيارته في المستشفى، وهذا يعطيكم فرصة أكبر للتحدث في غيابي عن أخلاقي السيئة منذ الصغر، ويؤكد نظريتكم أني (مرام) ذات العيار الفالت في الأسرة الاخوانية القويمة، فأنا التي صادقت أولادكم كما صادقت البنات منكم، لإيماني أنه لا عيب في ذلك، وأن الصديق الجيد هو جيد أياً ما كان نوعه، وما لا تعلموه وأود إخباركم به لغلاوتكم عندي، أن صور أولادكم معلقة عندي فوق المكتـب مع باقي صور أصدقائي الفالت عيارهم مثلي.. فابعدوا عن أولادكم الشبهات وانصحوهم بقطع أي علاقات بيني وبينهم يرحمكم اللـه
..
أنا مرام ذات العيار الفالت عن الجماعة الاخوانية المحيطة، ملابسي غير شرعية بالنسبة لكم حتى أنكم رفضتم وقوفي على باب مؤتمركم الاخواني لأني غير مطابقة للمواصفات الشكلية التي تصنفون الناس على حسابها.. لذلك فيجب عليكم كأمهات ذات عقل ودين أن تمنعن بناتكن من الخروج معي في نزولات الشوبــينج، حتى لا أوسوس لهم بارتداء المنقوش والألوان الزاهية استغفر الله العظيم
..
أنا مرام ذات العيار الفالت في مجتمعي الاخواني المحيط الذي رفضت العمل لصالحه في انتخابات مجلس الشـعب لموقفكم المخزي من أحداث محمد محمود، أنا مرام التي سخرتم من دموعها على أحداث مجلس الوزراء، أنا مرام التي انتقدتم طريقة تفكيرها لأنها لا تتماشى مع مكـتبكم الارشادي
..
أنا مرام التي تتصرف على سجيتها، أنا مرام التي تخطئ ودون تدخل خارجي تصلح من نفسها..
أنا مرام ذات العيار الفالت التي كتبت نوت لتقول لكل النفوس المريضـة: يا ولاد التيت، الوساخــة لا دين لها



Monday, April 16, 2012

رقص مقدس


يوم التنظيــف،، تقـلب "منار" الشــقة رأساً على عـقب،، ترتدي شورت قصيـر وتـوب أقصــر، تضـع بلاي ليست من الاغاني الراقصـة عجيبــة الشكل والمعنى والمحتوى، ثم تزج بـي وحيداً في غرفة المكتـب وتغلق البــاب.. وتبدأ..
لا أراها -شبه- ترقص إلا يوم التنظيــف،، أنقل احتياجاتي لغرفة الصالون،، وأجلس على الكنبة الموجودة أسفل شبـاك صغير يطل على الريسـيـبشن،، وأراقبـها..
تتمايــل وتدور وتغني، تشارك معها المكنســة والمـمسحة والمقشــة في الرقص.. تمسك بملمع الخشب كالميكروفون، تنظف الأثاث في حركات استعراضيــة، تحيي جماهيرها الوهميـة بانحناءة تفرش بها السجاجيد بعد تنفيضها على الإيقاع.
حين أقتحم مكان التنظيف فجأة تقف مكانـها في خجل وتوتــر... تنظر بابتسامة تحاول إخفائها
أبادر بالسؤال: - شعبي؟ للدرجادي؟ الاغاني دي بتعمل ايه عندك على الكمبيوتر أصلاً؟
تلوح بذراعيــها كــرقص الشباب في الافراح الشعبـي.. فأضحك بشــدة
- ماتفصلنيش بـــــــأه..
تقولها وهي تجرنــي مرة أخرى لحجرة العزل.

لم أهتــم يوماً بأي نوع من أنواع الرقــص، لا يستهويــني أبداً،، ولا أرى في الرقـص الشرقي ما يجذب الاهتمام
انـثى تتـلوى..!! ما المبهج في ذلــك!
ولكنــي أحب مشاهدة "منار" يوم التنظيــف، وهي تـُـحَوِّل الحكم بالأشغال الشاقـة إلـى فقـرة استعراضية مميـزة
***
اليوم.... كنـا نشاهد برنامج إخبــاري في المســاء، زَفـَرَت بمــلل، ثم وَقـَفَت فجأة وأغلقت التــلفاز وأخبــرتني بقرارها
- هرقصــلك!!
ابتسمت من المفاجأة وصَمَــت.

اخــتارت الاغنيــة من الكمبيــوتر، أحضــرت إيشارب وربطته على خصرها، وضغطت على زر بلاي.
فبــدأ عمر خيرت في عزف مقطوعة "عم أحمد"

نــظرت منـار إلى أعلــى واستنــشقت بارتيـــاح وكأنها نجحت في استحضــار روح الإيقاع القدسي، لجسد أتعرف عليه لأول مرة.
بدأت في الرقـــص... الابتسامة لا تفارقـها، وكذلك أنا..
تغمض عينيــها وتذوب الموسيــقى مع حركة وسطها.. تحرك يديها بانسيابية، تقف على أطراف أصابعها وتتحرك بنعومة، ترفع شعــرها وتدور بشكل متقــطع، تتحسس بطنها.. وتـُرعِـش مؤخرتها.. يداها تتحركان باستمرار، وترميني بـأول نظرة من بداية الرقصــة فيدق قلبي لها بقوة..
تعض شفاها خجلاً وهي مبـتسمة... تفك الايشــارب المربوط على خصرها وترقــص بـه كالجواري قبل أن تتركه يــقع تحت أرجلــها..
يقــع قلــبي في حبـها من جديد..
تتوقف الموسيــقى.. وتستـمر قدسية الموقف..
مازلت أثبت نظري إليها في صمــت، فتـبتســم وتضع يديها على وجهها في تَــوَتـــر..
أقــف.. أقـترب.. أضع يدي على وسطـها وأقبــلها قبلة طويلــة أظهر فيـها مواهــبي أنا أيضاً.. وأجذبــها..
لنرقــص سوياً رقصـاً قـدسيـاً آخـــر.
...
ليــنك موسيــقى عم أحمد
http://www.youtube.com/watch?v=D0dcuopaxP4&feature=related