Thursday, June 21, 2012

سِـتــّـو

.لم تلعب في حياتـنا دور الجدة التي تحكي لنا الحواديت قبل النوم، وتعطينا الحـلوى والنقود في كل زيـارة
ولكن في وجودها كنا نعيش أجواء أكشن وساسبيـنس من نوع خاص، حياتنا كانت لعبة "عسكر وحراميـة"، تـُـقسم أحفادها إلى فريق في صفها وفريق شرير، وكانت تـُـــبَـدّل أعضاء الفريقين باستمرار، فقد أكون اليوم في الفريق الطيب، وغداً يصبح لقبي "رئيسة العصابة"، ولـم نعرف طوال سنوات ما هي المعايـير أو التصرفات التي تقسمنا من خلالها

في الجمعة العائلية تحدث العديد من المغامرات ونعيش جو أفلام المخابرات والجريمة الكافية لإضحاكنا طوال الأسبوع

تعلـن ستو في المنزل أن مفاتيح الدولاب ضاعت، فـتـشترك أفراد العائلة كلها في البحث، تـُلقي نظراتها الحادة على الفريق الشرير، تـُصيح وتـَـغـضـب وتستنـكر، تِخبـّط وترزّع وتدبدِب، ولا تستجيب لمحاولات الانكار والحلفان بإننا والله ما عملنا حاجة، ثم نكـتشـف مؤخراً بأنها هي من خبأتها
نصمت قليلاً،، ثم نضحــك

وبعد فترة اعتدنا اللعبة،، وأصبحنا ننـتـظر الإعلان عن ضياع شئ جديد،، تتجول في المنزل تهز رأسها يمينًا ويسارًا تردد "لو اعرف بتعملوا معايا كدة ليه"، تـِقفِـشنا نضحك خلسةً فـَـتُـخفـِـض رأسها وترفع عينيها الضيقتين وتهدد "بت انتي، هقرصك من لباليـبـك"،، نحاول التهريج معها وتقبيلها بالعافيـة، فتـخبرنـا أن "أعز الولد ، ولد الولد

ستو.. لها ابتسـامة مشـرقة.. ضحكة عذبة.. خدودها مغرية للقرص والبوس.. وطقم أسنانها المصفوف ناصع البياض يجعـلها تبدو أصغر سنًا.. لها تعليقات عفوية تضحكنا بشدة.. وأصف تكشيرتها بأنها قادرة على تجميع ملامحها كلها من الحواجب للفم في منتصف وجهها

حين يُعاكِسها جدو في وجودنا، تـُـصبـح كالمراهقة الصغيـرة، تضحك بخجل وتَـرُد معاكسته بـ "ايه يا راجل انت"، يُـقبـّــلها في رأسها فتقول "ربنا يخليك ليّا يا حاج" ويبادلها "ويخليكي ليا يا حاجّة".. تظل بعدها لدقائق صامتة بوجه صافي مبتسم مكسوف

ستو.. جلبابها قطني قصيـر وتربط رأسها دائمًا بمنديل أبيـض، تجلس على "الشَلـتة" أمام البلاكونة بعد صلاة المغرب، تتابع المسلسلات العربي بنهم شديد، نسألها ترجمة أغاني منيـر النوبية ولا تفيدنا إلا نادرًا "يا ستو حاولي تفتكري" فتؤكد أن للنوبة لغات  متعددة وبلد منير غير بلدهم، وإذا سَمِعَت أغنية نوبي بالصدفة في التليفزيون ترقص بخفـة وهي تضحك

ستو مرضت فجأة.. لزمـت الفراش.. نذهب أيام الجمع ولا نجد أي أكشن.. نشاكسها ولا تستجب.. نسألها عن ضياع المفاتيح والإيشاربات اللي جاتلها م اليابان.. ولا ترد

جدو لا يـجد ضحكتها على مائدة الطعام،، ويفتـقد "المناكفة والمعاكسة" معها،، يقضي الساعات ينظر لها وهي نائمة جانبه على السرير، وهي لا تشعر بوجوده تمامًا، يـُـقبـّـل يدها وينام بعينان دامعتان

ستو ماتت
ستو ماتت،، واحتضنها جـدو وهو يبكـي ويـردد: "مش قـولنا هنمشي سوا.... نسيتي؟ مش قولنا هنمشي سوا...؟؟؟ هجيلك قريّب
!
ستو ماتت في صمت غريب
ستو ماتت النهاردة
.
ـــــــــــــــــــــــ

1- شكرا لكل اللي اتصلوا او بعتوا رسالة أو جـُـولي البيت
2-  عبيـر: فـَـرَق معايا وجودك جداً
حسام: فعلاً آسفة، انت سندي 
ضحى: شكراً ع الحضن، والـ معلش
أحمد يحيى: كنت الضحكة الوحيدة في اليوم.. شكراً
زوزو وآية : آي لاف يو

Tuesday, June 5, 2012

لـفـيروز طقسٌ آخــر



لـفيـروز طقسٌ آخر.. ...
غــير سماعها في صباحـِـك الباكر، أو في ليل شتوي قارس وانتـي "متكلفتة" في أكثر من بطانية تشربـيــن النسكافيه الساخن
طقـس أفضل من سماعها في مركب شراعي يتجول بك في نيل القاهرة وقت الغروب، أو مع انتعاشك بزخات المطر على رأسك واستنشاقـك لرائحته

!صدقيــني هناك طقـساً أفضـل



!(كِـتـفـُـه)

!اه والمصحف


كـتـفـه.. سيصلك منـه رائحـته الممزوجة بعطره ودخان سيجاره، اسـندي عليه رأسك دون تردد، ستسري قـشـعرة خفيفــة تـبتسـمي لها في هدوء، ويشعـر جسدك أن لـه أب روحي متمــثل فيـه هو فقط
اغمضي عينــيكِ واتركي لصوت فيـروز مهمـة اقتحام كلاكيـعك القديـمة وكسـر حواجز اعتـقــدتي أنها ستـظل جامدة للأبد

ستـشــهدي لحظة اضطراب وانزواء "حزنك ومرارتـك" التي تـشتكـي منهما منذ الصباح، وذلك حين تـفســح فيروز الطريــق لصوته يــدنــدن معها.. وستبــتسمي مرةً أخرى مع سريان قشعرة جديدة بعد أن يمسك يدك اليمــنى ويـحتويـها جيداً

..سيرتفع صوت الدندنة قليلاً ويرتقي للغنـاء
..دويتو لن يعرف أحد على الكوكب مدى قدسيتـه غيرك
"حين يـشدو البيانو بلحن صغير الرحبانيـة وينطلق صوتـ(ـه) مع فيروز،، يغنيان لـك وحدك.. "الله كبيــر