Sunday, May 6, 2012

...لم أكن أقصد



دائمًا كنت أقول لصديقاتـي أني يومـاً ما سأعيش حدوتة تبدأ من أول "منـاقشة" ،، سأتحدث مع رجل لدقائق أو لساعات،، وتحدث كيمــيا متبـادلة بشكل سريع وغير منطقـي..
سأذهب للمنـزل وأستعيد تفاصيـله، وسأتمنــى رؤيتـه مرة أخرى لنكمل تلك المناقشة الهامة التي لـم تكـن على أي شئ.
***
"كل ما الحكي يبان.. لو كيف ما كان.. بتصير انسان.. طالب سلام"

كانت منـاقشـة عمـل تـفرقت لموضوعات فرعية..
نصف ساعة دسمة انتهت سريعاً..
لم أكن أقصد أن أتغيـر من الفتاة الرخمة دائماً في مقابلات العمل إلى فـتاة تتحدث بمثل هذه البساطة والسهولة، وخاصة مع شخص لم أكن أرغب في مقابلته من الأصل!
لم أشكره على كوب عصير الفراولة، ولا عن استماعه لرغيي المفرط،،
ولم يكـن هناك وقتاً كافياً لمعرفة أي شئ شخصي عنه، أو عني..
فـقط قلت: باترعب من القطط..
وقال هو: هشوفك تاني.

رأيتــه..
ولـم أكن أقصد!
***
"كل ما الحكي يطول أكتر.. بتقول، بتصير معقول"

لم نكن على اتفاق للذهاب لهذا الـ(مكان) الذي قضينـا فيه ساعة هادئـة محملة بسلام لـم أشعر به منذ فترة..
لم أخطو أي خطوة تجاهه بدلع أو ميوعة أو حتى استظراف، لم أبذل أي مجهود ليراني بشكل مختلف،، ولم أكن أريد،، أو ببساطة.. لم أكن أقصد.

قد لا تكون مجرد خاطرة تلك التي طرأت عـلى ذهني وهو جالساً أمامي في سيارة الأجرة ذاهبيـن إلى الـ(مكان)، أنظر للدنيـا من فوق كتفه الأيمـن وأشعر بـه يقودني إليها، أسترق النـظر إلـى ملامحه التي لـم أستطع قرائتها عبر المرآة الجانبيـة.

هي إشارة..
أرسلها لي مركز من مراكز الحواس الاستشعارية عند الانسان التـي لم يكـتـشفها التطور العلمي بعد..
"سأحبـه يوماً ما ،، وسيـبادلنـي المشاعـر"

ولأنها لم تكن مجرد خاطرة، أردت استكمالها بجملة  " ولكن.. لن نعترف بذلك"
وهذا قد يوضح لكم أكثـر، أني بالفعل.. لم أكن أقصد.
***
"كل ما الحكي يزيد.. ويـصير يزيـد.. ببـقى معـك!"

لم أكن أقصد الذهاب للمنزل وأنا حاملة معي ابتسامته التي ابتسمـها ونحن نقف على كوبـري المشـاه نشاهد الـ(مكان) من نقطة أعلى، كنت أناقشه في بعض النقاط السياسية، وبعد أن انتهيت من سرد وجهة نظري الفذة..
نظر لي وابتسم.
ورغم بساطـة النظرة شعرت بعمقها، والابتسامة رغم رقـتها كانت تحمـل في طياتها شيئ ٌ مـا..

لم أقصد أن تظل مخزنة في عقلي إلى الآن..
وحين يضيـّق عليّ أصدقائي بكلماتهم القاسية عن رفضهـم للعلاقة التي لم تبدأ بعد، تظهر.. تربت ، تطـمئـن ، تذهب،،
وبدون استدعاء.. تأتي!
***

"ما تفكر بدي إنشا ومسوده.. كل اللي بدي.. صدق الكلام"

- تتجوزيني؟

***

لـم تـكن تلك الخطوة ضمن تنبـؤاتي، لم أخطو لها خطوة ولم أبذل لها أي مجهود، لم أرسل لها أي إشارة لتقترب وتأتي محملة بتلك الأعباء المجتمعية الصارمة التي حلت بي منذ هذه اللحظة، لم تكـن إلا حيلة رقيقة من حيل القدر لا أعلم إلى أين ستـقود.

أؤمن بمدى اختلافاتنا القوية كإيماني بالتوافق والسلاسة الموجودة بينـنا من حيث لا ندري..

أؤمن أن للـه صلاة استخارة، وللمجتمع صورة يجب احترامها، وللصداقة صلة لا يمكن قطعها، وللقلب رِقة ودَقة وقوة في فرض ما يرفضه الغير.

لذلك.. سآخذ ملاحظاتكم عين الاعتبار،، سأقـدّر كل من خاف عليّ بصدق،، وكل من حذر وأنذر من عبثيـة قراري إن كان بالإيجاب.

سأصمــت!

فـليس لدي رهان منطقي أتكئ عليه لـيساعدني على هذه المجازفة وشرح احتمالية الفوز فيها، ليس لدي سوى بعض الإشارات التي قد ترونها حالمة بعض الشئ، وعلامات وتعبيـرات وتفاصيل لن تكون منطقية إلا لي،، ليس لدي إلا أعذارًا أقدمها لمن حولي ممن يرفضون فهم مشاعـر حاولت تقييدها وانفرطت رغماً عنـي.

ليس لدي ما أقوله سوى أني.. وبالفعل... لم أكن أقصد.

ثم تأتي فيروز في الخلفيـة تغني لي وحدي "وقلبي دليل،، كل الدليــل"

*****

جمل ما بين القوسين.. لأغنية "كل ما الحكي" لفيروز

1 comment:

عاشقة القمر said...

البوست ده فيه عبقرية الوصف والحكي والتعبير والكلمات والجمل اللي مالهاش حل

بالرغم من عبقرية الكلمات اللي انتي كاتباها واللي مش هينفع اخدها كلها كوبي إلا ان دي معلقة معايا بطريقة صعبه

أنظر للدنيـا من فوق كتفه الأيمـن وأشعر بـه يقودني إليها
رهيييييييييييبة
:):)