Monday, April 16, 2012

رقص مقدس


يوم التنظيــف،، تقـلب "منار" الشــقة رأساً على عـقب،، ترتدي شورت قصيـر وتـوب أقصــر، تضـع بلاي ليست من الاغاني الراقصـة عجيبــة الشكل والمعنى والمحتوى، ثم تزج بـي وحيداً في غرفة المكتـب وتغلق البــاب.. وتبدأ..
لا أراها -شبه- ترقص إلا يوم التنظيــف،، أنقل احتياجاتي لغرفة الصالون،، وأجلس على الكنبة الموجودة أسفل شبـاك صغير يطل على الريسـيـبشن،، وأراقبـها..
تتمايــل وتدور وتغني، تشارك معها المكنســة والمـمسحة والمقشــة في الرقص.. تمسك بملمع الخشب كالميكروفون، تنظف الأثاث في حركات استعراضيــة، تحيي جماهيرها الوهميـة بانحناءة تفرش بها السجاجيد بعد تنفيضها على الإيقاع.
حين أقتحم مكان التنظيف فجأة تقف مكانـها في خجل وتوتــر... تنظر بابتسامة تحاول إخفائها
أبادر بالسؤال: - شعبي؟ للدرجادي؟ الاغاني دي بتعمل ايه عندك على الكمبيوتر أصلاً؟
تلوح بذراعيــها كــرقص الشباب في الافراح الشعبـي.. فأضحك بشــدة
- ماتفصلنيش بـــــــأه..
تقولها وهي تجرنــي مرة أخرى لحجرة العزل.

لم أهتــم يوماً بأي نوع من أنواع الرقــص، لا يستهويــني أبداً،، ولا أرى في الرقـص الشرقي ما يجذب الاهتمام
انـثى تتـلوى..!! ما المبهج في ذلــك!
ولكنــي أحب مشاهدة "منار" يوم التنظيــف، وهي تـُـحَوِّل الحكم بالأشغال الشاقـة إلـى فقـرة استعراضية مميـزة
***
اليوم.... كنـا نشاهد برنامج إخبــاري في المســاء، زَفـَرَت بمــلل، ثم وَقـَفَت فجأة وأغلقت التــلفاز وأخبــرتني بقرارها
- هرقصــلك!!
ابتسمت من المفاجأة وصَمَــت.

اخــتارت الاغنيــة من الكمبيــوتر، أحضــرت إيشارب وربطته على خصرها، وضغطت على زر بلاي.
فبــدأ عمر خيرت في عزف مقطوعة "عم أحمد"

نــظرت منـار إلى أعلــى واستنــشقت بارتيـــاح وكأنها نجحت في استحضــار روح الإيقاع القدسي، لجسد أتعرف عليه لأول مرة.
بدأت في الرقـــص... الابتسامة لا تفارقـها، وكذلك أنا..
تغمض عينيــها وتذوب الموسيــقى مع حركة وسطها.. تحرك يديها بانسيابية، تقف على أطراف أصابعها وتتحرك بنعومة، ترفع شعــرها وتدور بشكل متقــطع، تتحسس بطنها.. وتـُرعِـش مؤخرتها.. يداها تتحركان باستمرار، وترميني بـأول نظرة من بداية الرقصــة فيدق قلبي لها بقوة..
تعض شفاها خجلاً وهي مبـتسمة... تفك الايشــارب المربوط على خصرها وترقــص بـه كالجواري قبل أن تتركه يــقع تحت أرجلــها..
يقــع قلــبي في حبـها من جديد..
تتوقف الموسيــقى.. وتستـمر قدسية الموقف..
مازلت أثبت نظري إليها في صمــت، فتـبتســم وتضع يديها على وجهها في تَــوَتـــر..
أقــف.. أقـترب.. أضع يدي على وسطـها وأقبــلها قبلة طويلــة أظهر فيـها مواهــبي أنا أيضاً.. وأجذبــها..
لنرقــص سوياً رقصـاً قـدسيـاً آخـــر.
...
ليــنك موسيــقى عم أحمد
http://www.youtube.com/watch?v=D0dcuopaxP4&feature=related

2 comments:

Mona Shereif said...

جامده

EMA said...

تسلم ايديكي و احساسك